الخميس، 19 فبراير 2015

أجر صورك مثل ما تؤجر سيارت





كتبت من فترة عن أهمية الملكية الفكرية للصور و حقوق الإستخدام للصور ، وهو موضوع يجب أن يهم جميع المصورين وليس فقط المصور المحترف الذي ينتج صور مقابل أجر، وكتبت عن الفرق بين الإستخدام المشروع حسب إتفاق (ترخيص) من جهة ، ومن جهة أخرى "وهب" الصور بدون الأخذ بعين الإعتبار لكيفية إستخدامها.


في هذا الموضوع سنركز على موضوع رخص الاستخدام وأنواعها ، و لتبسيط الموضوع اليكم تشبيه جديد للتوضيح؛ لوعندك وكالة تأجير سيارات، تعرض فيها انواع وموديلات مختلفة من السيارات الحديثة والكلاسيكية والفخمة، وقمت بتأجير سيارة كيا موديل ٢٠٠٠ لأحد الزبائن ... وبالتالي قمت بتوقيع إيجار عقد يشمل مبلغ الإيجار مقابل مدة الإستخدام وحتى البلد المسموح فيها السفر بالسيارة وطبيعة الإستخدام الذي على الأغلب لن يسمح للمستأجر تأجيرها أو استخدامها على طرق وعرة والا سيتحمل غرامة الأضرار والتصليح... وهذه ال كيا لا بد أن يكون إيجارها أقل من إيجار المرسيدس ال ٢٠١٠ ، والتي بدورها احتمال ان تكون اقل من سعر تاجير فولكس واجن موديل 1990 ، والتي قد يكون ايجارها اقل من التويوتا موديل السبعين اللي ورثتها عن جد جد جدك ... الخ الخ الخ

العلاقة بين المؤجر والمستخدم في المثال أعلاه هي شبيهة بعلاقة المصور بمن يريد استخدام صوره.. وعقد الإيجار هو شبيه بالرخصة التي تحكم استعمال الصورة ، وأهميتها تزداد كلما زادت القيمة الفنية او التاريخية او التراثية.




ومع أن ترخيص الصور كمبدأ ليس ١٠٠٪ متبع من قبل كل الشركات في منطقتنا، إلا إن السوق العربي الإعلامي في حالة تطور مستمرة وتأكد إنك تريد أن لا "ترمي" أعمالك في السوق بلا إعتبار للمستقبل ، الصور التي تأخذها اليوم ولها قيمة فنية أو ثقافية أو توثيقية، قد يكون لها أيضاً قيمة مادية أنت وأجيالك القادمة أولى بالحفاظ عليها مثل ما تحافظ على منزل العائلة وتنقله من جيل لجيل.


كما إن هناك أيضاً الإعلام الغربي من مقالات وإعلانات ووثائقيات وكلها تنظر لمنطقتنا كمصدر معلوماتي يغذيهم ، أو كسوق جديد يحتاجون لوضع إعلاناتهم فيه، وما يجعله سوق محتمل لخدمات التصوير التجارية ،وهذا الإعلام متعود على التعامل مع تراخيص الإستخدام في أمريكا وأوروبا لدرجة إنهم يعتبرون المصور الذي لا يطلبها أو يحددها ليس بالدرجة الإحترافية المطلوبة، ويصرون عليها لأن فيها حماية لهم أيضاً، وليس فقط للمصور.


موضوعي اليوم عن الأنواع الأساسية "لرخصة" إستخدام الصور، وقبل أن نبدأ، لنعرف ما هي "رخصة الإستخدام" للصور :
بما إنك تملك حقوق الملكية لصورك، فإنك، ومن خلال بنود تضعها في العقد الذي توقعه مع الجهة المستخدمة لصورك، و تمنح من خلالها حقوق محددة ويتم فيها تحديد كيفية إستعمال العميل للصور، ويدفع العميل مبلغ من المال مقابل هذا الترخيص ولا يملك الحق في استخدام الصور خارج نطاق الإتفاقية. ويتم تحديد هذه البنود في عقد موقع من قبل الطرفين.




المهم، لندخل بالموضوع؛ هناك ٣ اساليب مختلفة لترخيص إستخدام صورك عندما يعرض عليك توفير خدماتك التصويرية بشكل تجاري، ألا وهي...


١. النوع الأول هو ما يعرف بال Royalty Free ، وهي الصور التي تمنح وتكون "مجردة من حقوق الإستخدام" ، حيث تقوم كمصور ببيع الصورة مع رخصة مفتوحة حيث يحق للمشتري أن يفعل ما يشاء بالصورة ويستخدمها أي إستخدام ولأي فترة بدون الرجوع أو دفع أي حقوق استخدام لك. هذا النوع من ترخيص الإستخدام نراه دائماً كأحد الخيارات في المواقع ال Stock التي تسمح لك بيع صورك عن طريق النت مثل www.istockphoto.com وغيرهم. واذا قمت ببيع صورك تحت رخصة Royalty Free فإنك على الأغلب ما زال لديك الحق لبيعها مرة أخرى، الا ان الصورة تكون فقدت الكثير من قيمتها عندما تباع تحت هذه الرخصة أول مرة. هذا الأسلوب المفضل لجماعة المايكرو ستوك MicroStock والذين يبيعون الصورة بسعر رخيص جداً (بدولار مثلاً) عبر الإنترنت مع رخصة إستخدام مفتوحة على أمل تحقيق أكبر عدد من المبيعات. وهناك ستوديوهات أو مصورين شغلهم الشاغل الميكرو ستوك ويقومون بإنتاج آلاف الصور شهرياً وعرضها على مواقع الإنترنت المتخصصة ببيعها مقابل نسبة من البيع. هناك المصور يوري أركورز www.arcurs.com الذي يعتبر أهم مصور مايكروستوك في العالم.


٢. الأسلوب الثاني لترخيص الصور وهو عندما تبيع الصورة وتتنازل عن حقوق الملكية "كلياً" للطرف الثاني ، بحيث لا يحق لك بيعها أو التصرف بها مرة مرة أخرى. وفي بعض الأحيان لا يسمح لك حتى عرضها ضمن البورتفوليو أو ضمن أعمالك الشخصية بأي شكل كان...


٣. النوع الثالث هو ما يسمى بال Rights Managed وتعني بيع الإستخدام لصورك مقابل بنود إستخدام واضحة، وهذه البنود عادة تشمل الجوانب التالية:
ا. مدة الإستخدام (اسبوع ، شهر ، الخ...)
ب. البلد ، او المنطقة (الأردن، الخليج العربي، ولاية واشنطن، الخ..) التي ستظهر فيها الصورة
ج. المنفذ الإعلامي التي ستظهر من خلاله الصور (جريدة، لوحة إعلانية في الشارع، مجلة، انترنت، بوستر، بروشور، ...الخ) وحجم التوزيع. كلما زاد عدد "المستهلكين" الذين سيرون الصور ...كلما زادت قيمة الرخصة.
د. هل استخدام الصورة حصري خلال المدة المحددة أم لا ؟ طبعاً الإتفاقية الحصرية تزيد من قيمة الرخصة.

وفي حالة انتهاء صلاحية الرخصة ن لايحق لهذه الجهة استخدام الصور الا برخصة وبنود ورسوم اضافية.


طبعاً هناك تصنيفات ما ذكرتها وتدخل تحت "بلا رخصة إستخدام بلا بطيخ المهم نشتغل" أو "ليش نوقع عقد على كم صورة".... وغيرها من فلسفات لا تحمد عقباها وإجمالا تسبب الندم حيث لا ينفع الندم.


وطبعاً وأظن واضح للبعض أن الخيار الثالث هو ما يجب أن تسعى له في كل مهام أو تراخيص الصور التجارية. نعم قد يبدو الخيار الصعب أو المعقد مقارنة بالبقية...إلا إنه ممكن تبسيطه مع الحفاظ على حقوقك المستقبلية وعدم الهدر بقيمة أعمالك الفنية.


سنتكلم المرة القادمة عن كيفية تطبيق الأسلوب الثالث بوضع شروط أو بنود إستخدام كجزء من العقد أو الإتفاقية.

فكر معي .. كم مرة اعطيت صورك لشخص أو جهة بدون أي اعتبار -وأحيانًا بدون مقابل- وين استخدامها وكيف ووين ...الخ ؟ وكم مرة منهم تعتقد انك ممكن تطبق حقوق الإستخدام بعد ما قرأت هذا الموضوع....

0 التعليقات:

إرسال تعليق